والدعوة إلى التوحيد هو المبدأ الأوّل المشترك بين رسالات النبيين جميعاً، فكل نبي نادى قومه أن " اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" (الأعراف، آية: 59).
وقال تعالى:" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ" (النحل، آية: 36).
وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء، آية: 25).
فلا مكان للوسطاء بين الله عز وجل وبين خلقه، قال تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ" (البقرة، آية: 186).
وقال تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر، آية: 60).
وقد أصلح القرآن هنا ما أفسدته الديانات الوثنية والكتابية المحرفة من عقيدة التوحيد حتى اليهود جعلت الرب أشبه بالمخلوقين، فهو يتعب ويندم ويخاف، ويصارع إسرائيل فيصرعه إسرائيل، فلا يتمكن من الإفلات منه إلا بوعد منه بمباركة نسله فأطلق سراحه والنصرانية، تأثرت بوثنية روما، وطغت عليها الوثنية حتى امتلأت الكنائس بالصور والتماثيل، وأخذت عقيدة التثليث والفداء من عقيدة الهنود في "كرشنة" كل ما فعلوه أنهم حذفوا اسم كرشنة ووضعوا اسم "يسوع" (?).
وذلك بعدة أساليب:
ـ بيان الحاجة إلى النبوة والرسالة:
قال تعالى:" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ" (البقرة، آية: 213).
وقال تعالى:" لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ" (النساء، آية: 165).