ثانياً: كتاب محفوظ:

ومن خصائص القرآن: أنه كتاب محفوظ، تولى الله تعالى حفظه بنفسه، ولم يكل حفظه إلى أحد كما فعل مع الكتب المقدسة الأخرى (?).

وقد نوه الله سبحانه بعظمة القرآن بذكر حفظه قبل نزوله في آيات منها:

ــ " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَاء ذَكَرَهُ * فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَة * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ" (عبس، آية: 11 ـ 16).

ــ وأما حفظ الله تعالى للقرآن أثناء نزوله فيدل عليه قوله تعالى: " وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ" (الإسراء، آية: 105).

ــ وأما حفظ الله تعالى للقرآن بعد نزوله فيدل عليه قوله تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر، آية: 9).

والصيغة تدل على التأكيد من عدة أوجه يعرفها دارسو العربية، منها: أسمية الجملة وتأكيدها بحرف إن ودخول اللام المؤكدة عن الخبر ((لحافظون)) (?)، ولحفظ الله إياه فقد بقي كما هو: طوداً أشمّ، عزيزاً لا يُقتحم حِماه، وكل محاولة لتغيير حرف منه مقضي عليها بالفشل، قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" (فصلت، آية: 41 ـ 42).

وقد هيأ الله تبارك وتعالى للقرآن العظيم ظروفاً تختلف عن الكتب السابقة فحفظه دونها ومن ذلك:

1ـ هيّأ أمة قوية في ذاكرتها وحافظتها، ذلك أن العرب الأوائل في جاهليتهم كانوا متمكنين من ذلك حيث يروون ألوفاً من أبيات الشعر بغير تدوين، إنما يعتمدون في ذلك على الحفظ.

2ـ هيّأ للقرآن العظيم سهولة الحفظ قال تعالى:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" (القمر، آية: 17).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015