1ـ تحريف المعنى مع بقاء اللفظ على ما هو عليه:

إن الله قد حرم الربا في جميع كتبه المنزلة التوراة والإنجيل والقرآن، والتوراة التي بين أيدي اليهود اليوم رغم كل ما حدث فيها من تحريفات شنيعة ـ ماتزال تحمل نصّاً بتحريم الربا، ونصاً بوجوب الأمانة في التعامل مع الناس ومع ذلك فاليهود ـ كما هو معلوم ـ يتعاملون بالربا على النطاق الدولي، ويسلبون عن طريقه أموال الناس بغير حق، وعن ذلك يقول الله تعالى:" فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء، آية: 160 ـ 161).

فكيف تحايلوا على النص الموجود في كتابهم، أو بعبارة أخرى حرفوه ليبيحوا لأنفسهم التعامل بالربا مع الناس وسلب أموالهم؟

لقد قالوا: إن الربا غير جائز في التعامل مع اليهود، وكذلك الأمانة واجبة في تعامل اليهود بعضهم مع بعض، أما إن كان الذي نتعامل معه من غير اليهود فلا بأس عليك أن نتعامل معه بالربا ولا بأس عليك أن تأكل ماله وذلك ما وردت عنه الإشارة في سورة آل عمران، قال تعالى:" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران، آية: 75).

أي أنهم قالوا: لا حرج علينا في سلب أموال "الأميين" الذين ليسوا يهوداً ويزعمون أن الله أباح لهم ذلك وهم يعلمون أن هذا كذب على الله فإنه حرّم عليهم الربا إطلاقاً وحرّم عليهم سلب أموال الناس جميعاً، أميين وغير أميين (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015