والحقيقة فالقرآن لا يفصل في مقدار التحريف الذي ورد على التوراة والإنجيل، وكأن هدفه فقط أن يقول لنا إن هذين الكتابين ليسا مصدر ثقة، لأن الأهواء دخلتهما، أما التفصيل فلا نحتاجه نحن، وأيضاً فإن مقدار التحريف مختلف زماناً ومكاناً ومذاهب (?)، فلم يهتم القرآن إلا بالذي فيه الفائدة للناس.
هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على داود عليه السلام، والزبور في اللغة هو الكتاب المزبور أي المكتوب، وجمعه زبر، وكل كتاب يسمى زبوراً، قال تعالى:" وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ" (القمر، آية: 52) أي مسجل في كتب الملائكة وكتبهم ثم غلب إطلاق لفظ الزبور على ما أنزل على داود عليه السلام، قال تعالى:" وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (النساء، آية: 163).
وأخبر سبحانه وتعالى، أن مما كتبه في الزبور، وراثة الصالحين الأرض، قال سبحانه:" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء، آية: 105).
وقال تعالى:" وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (النساء، آية: 163).
وقال تعالى:" وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا" (الإسراء، آية: 55).
هذه هي الكتب السابقة التي سماها الله لنا في كتابه إلا أنه توجد كتب أخرى أنزلت ولم تسم لنا، بل ذكرت مجملة، كما في قوله تعالى:" لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" (الحديد، آية: 25).
وعلينا أن نؤمن بهذه الكتب التي لم تسم إجمالاً كما أنه لا يجوز لنا أن ننسب كتاباً إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه وأخبرنا القرآن الكريم أنه من الكتب التي أنزلها تعالى على رسول من رسله (?).