المثال الأول: قال تعالى: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (المائدة، آية: 45).
المثال الثاني: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ" (الأعراف، آية: 157) (?).
س ـ ذكر القرآن الذين كلفوا بحمل أمانة "التوراة" منهم من حملها بأمانة، ومنهم من لم يحملها، فقال عن الصالحين منهم " وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" (الأعراف، آية: 159).
وقال عن المفسدين منهم "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (الجمعة، آية: 5).
لكن هؤلاء أصبحوا هم الكثرة الغالبة، فأخذ القرآن لا يتحدث عن حملة التوراة "بني إسرائيل" إلا ويعمهم بالخيانة ونقض الميثاق، قال تعالى:" فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" (المائدة، آية: 13).
ـ وقال تعالى:" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا" (الإسراء، آية: 4).
ك ـ أكد القرآن أن التوراة الموجودة الآن بين أيدينا هي ليست التوراة التي أنزلها على موسى ـ عليه السلام ـ وإنما هي محرفة من قبل بني إسرائيل الذين خانوا العهد ونقضوا الميثاق (?).