(و) أن تمتنع عن الخلوة بأي رجل ليس زوجها ولا محرْما لها صوناً لنفسها ونفسه من هو اجس الإثم، ولسمعتها من ألسنة الزور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بأمرأة إلا مع ذي محرم (?).
(ز) ألا تختلط بمجتمع الرجال الأجانب إلا لحاجة داعية، ومصحة معتبرة وبالقدر اللازم، كالصلاة في المسجد، وطلب العلم والتعاون على البر والتقوى، بحيث لا تحرم المرأة من المشاركة في خدمة مجتمعها، ولا تنسى الحدود الشرعية في لقاء الرجال.
إن الإسلام بهذه الأحكام يحمي أنوثة المرأة من أنياب المفترسين من ناحية ويحفظ عليها حياءها وعفافها بالبعد عن عوامل الإنحراف والتضليل من ناحية ثانية، ويصون عرضها من ألسنة المفترين والمرجفين من ناحية ثالثة، وهو ـ مع هذا كله ـ يحافظ على نفسها وأعصابها من التوتر والقلق، ومن الهزات والاضرابات، نتيجة لجموع الخيال، وانشغال القلب، وتوزع عواطفه بين شتى المثيرات والمهيّجات وهو أيضاً ـ بهذا الأحكام والتشريعات ـ يحمي الرجل من عوامل الإنحراف والقلق ويحمي المجتمع كله من عوامل السقوط والإنحلال (?).
من أهداف الإسلام الأساسية، تكوين "الأمة" متميزة واستطاع النبي صلى الله عليه وسلم تحقيق ذلك وفق رؤية واضحة مبنية على عقيدة راسخة وشريعة حاكمة وتخلص العرب من الفرقة والشتات والعصبيات القبلية والنعرات الجاهلية، وانتقلوا نقلة كبيرة في عالم الفكر وعالم الشعور، وعالم الشعور، وعالم الواقع، وأصبحت تلك القبائل أمة واحدة، تعبد إله واحد وتخضع لكتاب واحد وتنقاد لزعامة الرسول صلى الله عليه وسلم المبين والمعتبر والموضح لهم التعاليم الإلهية، وأصبحت هذه الأمة لا تقوم على رابطة عرقية ولا لونية ولا إقليمية ولا طبقية بل هي أمة عقيد ورسالة قبل كل شيء.