الحول الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته وحُكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه وكله متقارب (?).
وقال الإمام الطحاوي في تفسيره لمعنى "لا حول ولا قوة إلا بالله": لا حيل ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله، وكل شئ يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره، غلبت مشيئته المشيئات كلها، وعكست إرادته الإرادات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبداً " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" (الأنبياء، آية: 23) (?).
ولا شك أن معنى لا حول ولا قوة إلا بالله أوسع وأعم مما ذُكر، فلفظ الحول يتناول كل تحول من حال إلى حال، والقوة هي القدرة على ذلك التحول، فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي حركة وتحول من حال إلى حال ولا قدرة على ذلك إلا بالله، ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص فيقول لا حول من معصيته إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، والذي يدل عليه اللفظ، أن الحول لا يختص بالحول عن المعصية وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة، بل لفظ الحول يعم كل تحول .. وكذلك لفظ القوة، قال تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً" (الروم، آية: 54).