الشاهد قوله:" اللهم آت نفسي تقواها وزكاها .. ، فالفاعل هو الله ـ تعالى ـ فهو الذي يطلب منه ذلك، ولفظ "خير" ليس للتفضيل، بل لا مزكي للنفس إلا الله، ولهذا قال بعد ذلك أنت وليها ومولاها (?)، فهو سبحانه الملهم للنفس الخير والشر.

قال تعالى:" فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس، آية: 8).

قال سعيد بن حبير في تفسير هذه الآية " فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" أي: فالخلق لله والإنسان قادر على سلوك أيهما شاء ومخير فيه، وقال ابن زيد في معنى الآية: جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى، وخذلانه إياها بالفجور (?).

2 ـ وعن البراء بن عازم ـ رضي الله عنه ـ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل معنا التراب وهو يقول:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا صمنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

والمشركون قد بَغَوْا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا (?)

وفي رواية أخرى للبخاري: ولا تصدقنا ولا صلينا (?)، بدل: ولا صمنا ولا صلينا، وبهذه الرواية يستقيم الوزن، قال ابن حجر: وهو المحفوظ (?). ودليل هذه المرتبة قوله: لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فإنها دليل على أن الله هو خالق العباد وأفعالهم ومنها: الهداية، والصدقة، والصلاة (?).

3 ـ وعن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة: أكتب إليّ ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة، فأملى عليّ المغيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015