وبعد: فهذا ما يسره الله لي من الحديث عن الإيمان بالقدر في هذا الكتاب، وقد سميته "الإيمان بالقدر"، فما كان فيه من صواب فهو محض فضل الله عليَّ، فله الحمد، والمنة، ما كان فيه من خطأ، فاستغفر الله تعالى، وأتوب إليه، والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصاً ألا أقع في الخطأ، وعسى ألا أحرم من الأجر.
أدعو الله أن ينفع بهذا الكتاب بني الإنسان أينما وجد، ويكون سبباً في زيادة إيمانه، وهدايته أو تعليمه أو تذكيره، وأن يذكرني من يقرؤه من إخواني المسلمين في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى، وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر، آية: 10).
ويول الشاعر:
إلهي لا تعذبني فإني ... مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلة إلا رجائي ... وعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في البرايا ... وأنت عليَّ ذو فضل ومنّ
إذا فكرت في ندمي عليها ... عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيراً وأني ... لشر الناس إن لم تعف عني
((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك))