الايمان بالقدر (صفحة 333)

قال ابن سيرين: ما حسدت أحداً على شيء من أمور الدنيا، لأنه إن كان ـ أي هذا الرجل ـ من أهل الجنة، فكيف أحسده على شيء من أمر الدنيا وهو مصيره إلى الجنة وإن كان ـ هذا الرجل ـ من أهل النار فكيف أحسده على شيء من أمور الدنيا، وهو يصير إلى النار (?).

فالحسد يحرق صاحبه، والمحسود قد يُصابُ بالعين إن كانت العين خبيثة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن العين (?). وقال صلى الله عليه وسلم: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر، سبقته العين (?).

وقال صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا (?).

وعلاج الحسد بالرضى بالقضاء والقدر، وتارة بالزهد في الدنيا، وتارة بما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الآخرة، فيتسلى المؤمن بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس أصلاً ولا ينطق، فإذا فعل ذلك لم يضره ما وضع في جبلته (?). يعني: إذا لم يحول الذي في نفسه إلى كلمات حاقدة حاسدة أو إلى أفعال حاقدة حاسدة لا يضره ما تحدث به النفس أحياناً، فالنفس قد جبلت على مثل هذا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015