الايمان بالقدر (صفحة 272)

ـ وقال تعالى: "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ * إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (آل عمران، آية: 54 ـ 55).

ـ وقال تعالى: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْيَقْتُلُوكَ أَوْيُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال، آية: 30).

وسمي جزاء المكر مكراً، وجزاء الكيد كيداً، تنبيهاً على أن الجزاء من جنس العمل (?).

ثالثاً: الجزاء بجنس العمل في الآخرة:

كما أن سنة الجزاء بجنس العمل حاكمة في معاملة الله خلقه في الحياة الدنيا، فهي كذلك في الآخرة، ومن ثم كانت سنة أساسية بين السنن، والتطبيقات القرآنية تترى في هذا المعنى، وتصل إلى حد التواتر، من حيث العدد، وإلى القطع من حيث المعنى والمراد من ذلك (?).

1 ـ معاملة أهل الفضل بالفضل:

ـ قال تعالى: "هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" (الرحمن، آية: 60)، أي: هل ثواب خوف مقام الله عز وجل لمن خافه فأحسن في الدنيا عمله، وأطاع ربه إلا أن يحسن إليه في الآخرة ربه بأن يجازيه على إحسانه ذلك في الدنيا ما وصف في الآيات من قوله تعالى: "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" (الرحمن، آية: 46)، إلى قوله تعالى: "كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ" (الرحمن، آية: 58) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015