الايمان بالقدر (صفحة 182)

ـ قال أصحاب المعاني: الأولى أن يقال: هذا عام في كل ما تتقوى به على حرب العدو وكل ما هو آلة للغزو والجهاد فهو من جملة القوة وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية الكريمة على المنبر وقال: "ألا إن القوة الرمي" قالها ثلاثاً (?). وهذا لا ينفي كون غير الرمي معتبراً كما قوله: الحج عرفة (?). وقوله: الدين النصيحة (?). لا ينفي اعتبار غيره، بل يدل على أن هذا المذكور جزء شريف من المقصود وكذا هنا (?). كما يساعد على هذا الفهم مجيء كلمة "قوة" هنا نكرة لا معرفة فهي تشمل كل سلاح معروف أو سيعرف مع الزمن المتجدد فهي تتسع لإعداد الطائرات والصواريخ والدبابات .. وكل الأسلحة التي لها التأثير الحاسم في المعركة (?)، وتدخل القوة الاقتصادية، والسياسية، والأمنية والإعلامية، .. الخ ومعنى"رِّبَاطِ الْخَيْلِ": هي اسم للخيل التي ترابط في سبيل الله تعالى (?).

ومعنى " وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ" قال الطبري: هم كل عدو للمسلمين، وذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة ما لأجله أمر بإعداد هذه الأشياء فقال جل شأنه " تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ" ذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له ومستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم وذلك يفيد أمور كثيرة:

ـ أنهم لا يتجرأون على دخول دار الإسلام.

ـ أنهم إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم بإحترام المسلمين والاستجابة لطلباتهم.

ـ أنه ربما صار ذلك داعياً إلى الإيمان لما يرون من قوة أهله وعزتهم.

ـ أنهم لا يعينون سائر الكفار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015