وبين سبحانه وتعالى في آية أخرى أنه يعاقب المنافقين الذين لا يوفون بعهودهم مع الله عز وجل بنفاق مستمر في قلوبهم إلى يوم لقائهم، وهذا حسب سنته سبحانه وتعالى في تأثير الأعمال على النفوس، وأن العمل بما يقتضيه النفاق يمكن النفاق ويقويه القلب (?).
ـ قال تعالى: "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ" (التوبة، آية: 75 ـ 77).
ثم قال سبحانه وتعالى مبيناً أنه لا يهدي هؤلاء المنافقين، لأن سنته سبحانه وتعالى جرت في الممعنين في فسوقهم، وتمردهم المصرين على نفاقهم الذين أحاطت بهم خطاياهم أن يفقدوا الاستعداد للتوبة والإيمان والهداية (?)، قال تعالى: "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (التوبة، آية: 80).
ومن الأسباب التي رتب الله عز وجل عليها الضلال حسب سنته سبحانه وتعالى في الهداية والضلال: الجحود والذي يعني الإنكار مع العلم (?).