ومنهم من قال: بأن القدر: هو التقدير، والقضاء، هو التفصيل بمعنى: أن القدر: هو التقدير القديم الأزلي، والقضاء: هو التفصيل لهذا القدر الكلي في أوقات معلومة بمشيئة الله تبارك وتعالى على الكيفية التي أرادها أو خلقها عز وجل (?).

فالقضاء والقدر لفظان متباينان إن اجتمعا، ومترادفان إن افترقا، يعني: إذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا بمعنى: إذا ذكر القضاء والقدر معاً، فالمعنى لكل مفردة منهما واحد، وإذا افرد اللفظان صار لكل مفردة منهما معنى يختلف عن معنى الآخر. فالتقدير: هو ما قدره الله سبحانه وتعالى في الأزل أن يكون في خلقه التقدير، وعلى هذا يكون التقدير سابقاً على القضاء، وأما القضاء إذا ذكر مع القدر فكلاهما معنى واحد مشترك، ويرى الخطابي: أن القضاء والقدر أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه (?).

والله أعلم أنه لا فرق بين القضاء والقدر، والذين قالوا بالتفريق بين القضاء والقدر لغة واصطلاحاً لا دليل لديهم من السنة الصحيحة، لا سيما وقد اتفقوا جميعاً على أنه إذا أطلق لفظ من هذين اللفظين فإنه يشمل الآخر (?).

ثانياً: أدلة القرآن على وجوب الإيمان بالقدر:

وردت في كتاب الله تعالى ـ آيات تدل على أن الأمور تجري بقدر الله تعالى، وعلى أن الله تعالى علم الأشياء وقدرها في الأزل، وأنها ستقع على وفق ما قدرها ـ سبحانه وتعالى (?).

1 ـ قال تعالى:" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر، آية: 49) قدر الله كل شيء في الأزل وكتبه سبحانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015