الايمان بالقدر (صفحة 147)

ـ وقال تعالى مبيناً جهل كفار قريش بدعوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة ما يعبدون من الأصنام والأحجار والآلهة المزيفة المدعاة، قال تعالى: "اللّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ" (الزمر، آية: 62 ـ 64).

بين سبحانه وتعالى عقابه للذين لا يعلمون وسنته فيهم فقال: "وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ * كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الروم، آية: 58 ـ 59).

وأما إتباع الظن والذي هو مجرد حدس وخرص وأوهام والذي لا ينبني على علم، فإنه ولا شك سبب من أسباب الضلال حسب سنته سبحانه وتعالى، فقد سجل القرآن الكريم في كثير من الآيات على كفار قريش ضلالهم بسبب إتباعهم الظن ـ كسابقيهم من الكافرين ـ وذلك بجعل الأصنام شركاء لله، وبعبادتهم لها وزعمهم أنهم مجبورون في ضلالهم هذا وغيهم (?).

ـ قال سبحانه وتعالى: " أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْهُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ" (يونس، آية: 66).

ـ وقال تعالى: " وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ

عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ" (يونس، آية: 36).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015