ـ وقال تعالى:" بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" (النساء، آية: 155). فسبب الضلال هو الزيغ، والخروج عن تعاليم الله والكبر والجبروت والتعالي على الناس بغير حجة، ونقض عهد الله، وقطع ما أمر الله به أن يوصل ووصل ما أمر الله به أن يقطع، والإفساد في الأرض، والكفر واقتراف الآثام، فهذه من الأسباب التي أضلت الناس وأخرجتهم عن منهج الحق لأنهم آثروا العمى على الهدى، واستحبوا الظلام على النور، فكان أن كافأهم الله فأصمَّهم وأعمى أبصارهم، بمقتضى نظامه سبحانه في ارتباط الأسباب بمسبباتها وهذا ونحوه كثير في كتاب الله ومن ذلك:
قوله تعالى:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّيَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف، آية: 179) (?).
وهذه الهداية تكون في الآخرة بعد الحساب والجزاء ودليلها:
ـ قوله تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (يونس، آية: 9).
ـ وقال تعالى:" وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ" (محمد، آية: 4، 5).
وهذه الهداية حاصلة لهم بعد قتلهم، فدل على أن المراد بها هداية إلى طريق الجنة على القول الراجح (?).