المبحث الثالث
أنواعُ الجن وطوائفهم
المسلمُ يؤمن بأن الجن طوائفُ كثيرة مثل الإنس تمامًا، فمنهم المؤمنون ومنهم الكافرون، ومنهم الصالحون ومنهم المفسدون، ومنهم الشياطين، ومنهم العفاريت، قال تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} (14) سورة الجن.
وأنا منا الخاضعون لله بالطاعة، ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق، فمن أسلم وخضع لله بالطاعة، فأولئك الذين قصدوا طريق الحق والصواب، واجتهدوا في اختياره فهداهم الله إليه، وأما الجائرون عن طريق الإسلام فكانوا وَقودًا لجهنم (?).
وقال أيضًا: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} (11) سورة الجن.
وأنا منا الأبرار المتقون، العاملون بطاعة الله، ومنا قوم دون ذلك وأنا كنا مذاهب وأهواء مختلفة، وفرقا شتى: فمنا المؤمنون ومنا الفاسقون ومنا الكافرون (?).
وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (112) سورة الأنعام.
وكما جعلنا هؤلاء وأمثالهم أعداء لك يا محمد، يخالفونك ويعاندونك، ويعادونك، كذلك جعلنا لكل نبي من قبلك أعداء من شياطين الإنس والجن (شياطين الإنس هم الكبراء ومن يضلون الناس عن الهدى بالوسوسة والإغراء والمخادعة)،ويلقي بعض هؤلاء الشياطين من الإنس والجن إلى بعض القول المموه الذي يظنون أنهم يسترون به قبح باطلهم، ويؤدونه بطرق خفية لا يفطن إلى باطلها كل واحد، حتى يغروا الناس