واستسلمت لهذه التجربة الجديدة، والدعوة الخادعة، متوكلاً على الله عزّ وجلّ، سائلاً الله تعالى أن يعصمني من الزلل، وأن يهديني إلى الحقّ المبين، مستضيئاً بنور العلم، سالكاً سبيل الاستقامة، والحمد لله تعالى.

ولما انقضى اللقاء الأول، دعاني إلى لقاء آخر، في موعد آخر، ثم دلني هو نفسه على تلاوة خاصة؛ لإيقاظ الوسيط من غيبوبته.

وكان ذلك، وجلس الوسيط، وعرك عينيه، كأنه انتبه من نوم عميق، ولا علم له بشيء مما جرى.

ورجعت في الموعد المحدد أيضاً، وتم بيننا بعد لقاءات مدة طويلة، وفي كل لقاء، تتجدد الوعود الحسنة، ويوصف لي المستقبل الرائع الذي ينتظرني، والنفع العظيم الذي تلقاه الأمة على يديّ.

تطور الموضوع:

وتطور الأمر، فأخذ كثير من الأرواح يزورونني في كل لقاء، بمقدمات من الأذكار، وبغير مقدمات، فقد أكون مع الوسيط على طعام، أو على تناول كأس من الشاي، فتأخذه الإغفاءة المعهودة، فيميل رأسه إلى الأمام، وتلتصق ذقنه بصدره، ويحدثني الزائر الذي يزعم أنه من الملائكة، أو من الجن، أو من الصحابة، أو من الأولياء، حديثاً يغلب عليه طابع الاحترام والإجلال، والتبرك بزيارتي، وتبشيري بالمستقبل الزاهر المبارك، ثم ينصرف، ويجيء غيره وغيره ... ".

من الزائرون؟

" زارني فيما زعموا أفراد من الملائكة، وأفراد من الجن، وأبو هريرة رضي الله عنه من الصحابة، وطائفة من الأولياء، أمثال أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه، وطائفة من أهل العلم والفضل، المشهود لهم بالعلم والولاية، أمثال الشيخ أحمد الترمانيني رحمه الله تعالى، وبعض من أدركتهم من أهل العلم والفضل، ثم أدركتهم الوفاة، ومنهم والدي رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015