وعظيم ضررهم، وعدم التنبه لهم، وغفلة كثير من المؤمنين والصالحين عنهم.
النفاق قسمان:
وهو ما يتعلق بأصل الإيمان والاعتقاد فيه.
وهو النفاق في الأعمال، كحديث: "آية المنافق ثلاث .. " (?).
فالأول: هو النفاق الأكبر.
والثاني: هو النفاق الأصغر.
وقد أشار المصنف -رحمه الله- إلى ذلك بقوله: "وحينئذٍ فقد يجتمع في الإنسان إيمان ونفاق (أصغر)، وبعض شعب الإيمان، وبعض شعب الكفر، كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب .... " (?).
وذكر -رحمه الله- أن هناك كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق (?). ويقول: (والنفاق كالكفر، نفاق دون نفاق، ولهذا كثيراً ما يقال: كفر ينقل عن الملة، وكفر لا ينقل، ونفاق أكبر، ونفاق أصغر، كما يقال: الشرك شركان: أصغر وأكبر ... ) (?).
وخير من يعبر عن ذلك ما ذكره المصنف عن التابعي الجليل ابن أبي مليكة -رحمه الله- حيث يقول: "أدركت ثلاثين من أصحاب محمد، كلهم يخاف النفاق على نفسه .. " (?).