من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة" (?).
فكانت الحرورية قد ثبت قتالهم بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، واتفاق أصحابه، ولم يكن قتالهم قتال فتنة، كالقتال الذي جرى بين فئتين عظيمتين في المسلمين، بل قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أنه قال للحسن ابنه - رضي الله عنه -: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به فئتين عظيمتين من المسلمين" (?).
وقال في الحديث الصحيح: "تمرق مارقة على فرقة من المسلمين، فيقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق" (?).
فدل بهذا أن ما فعله الحسن - رضي الله عنه - من ترك القتال [لو كان] (?) واجبًا أو مستحبًا، لم يمدحه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك واجب أو مستحب (?)، ودل الحديث الآخر على أن الذين قاتلوا الخوارج، وهم علي وأصحابه كان أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه، وأن قتال الخوارج أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليس قتالهم كالقتال في الجمل وصفين الذي [ليس] (?) فيه أمر من النبي - صلى الله عليه وسلم - (?).