موجب الباطن ومقتضاه لزم أن يكون (?) زيادته لزيادة الباطن، فيكون دليلًا على زيادة الإيمان الباطن ونقصه (?)، ولنقص الباطن، فيكون نقصه دليلًا على نقص الباطن، وهو المطلوب.
وهذه الأمور كلها إذا تدبرها المؤمن بعقله، تبين له أن مذهب السلف هو المذهب الحق الذي لا عدول عنه، وأن من خالفهم لزمه فساد معلوم بصريح المعقول، وصحيح المنقول كسائر ما يلزم الأقوال المخالفة لأقوال السلف والأئمة والله أعلم.
وقول جهم ومن وافقه أن الإيمان مجرد العلم والتصديق، وهو بذلك وحده مستحق (?) الثواب والسعادة، يشبه قول من قال من الفلاسفة المشائين وأتباعهم (?): إن سعادة الإنسان في مجرد أن يعلم الوجود على ما هو عليه (?)، كما أن قول الجهمية وهؤلاء الفلاسفة في مسائل "الأسماء والصفات" و "مسائل الجبر والقدر" متقاربان، وكذلك في مسائل الإيمان، وقد بسطنا الكلام على ذلك وبينا بعض ما فيه من الفساد في غير هذا الموضع (?)، مثل أن العلم هو أحد قوتي النفس، فإن النفس لها قوتان: