قال: فمن الرجال؟ قال: "أبوها" (?).
وقال للأنصار (?): "والله إني لأحبكم" (?).
والناس في حب الله يتفاضلون (?) ما بين أفضل الخلق محمد وإبراهم صلى الله عليهما وسلم إلى أدنى الناس درجة، مثل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وما بين هذين الحدين من الدرجات لا يحصيه إلا الله (?) رب الأرض والسماوات، فإنه ليس في أجناس المخلوقات ما يتفاضل بعضه على بعض كبني آدم، فإن الفرس الواحدة ما تبلغ أن تساوي ألف ألف.
وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -: أنه كان جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ مر به رجل من أشراف الناس، فقال: "يا أبا ذر أتعرف هذا؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، هذا حري إن خطب أن ينكح، وإن قال يستمع (?) لقوله، وإن غاب أن يسأل عنه، ثم مر رجل من ضعفاء المسلمين فقال: "يا أبا ذر أتعرف هذا؟ "، قلت: نعم يا رسول الله، هذا رجل من ضعفاء الناس، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن قال أن لا يستمع (?) لقوله، وإن غاب لا يسأل عنه، فقال: