وإن عبد في الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا، وسرد وأبلسوا، استغنى وأفلسوا، وإن سُمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم، وهتك أستارهم، وكشف عوراهم، وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصف كلمي، أو ينبه على شأوه قلمي .. " (?).

وقد أنشد فيه الشيخ الحافظ كمال الدين ابن الزملكاني قوله:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلت عن الحصر

هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر

هو آية للخلق ظاهرة ... أنوراها أربت على الفجر (?)

ولإمام النحاة في عصره الشيخ أبو حيان الأندلسي النحوي، شعر فائق يمتدح فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لما دخل الشيخ مصر واجتمع به، ومنه:

لما رأينا تقي الدين لاح لنا ... داعٍ إلى الله فردًا ما له وزر

على محياه من سيما الأُلَى صحبوا ... خير البرية نور دونه القمر

حبر تسربل منه دهره حِبَرًا ... بحر تقاذف من أمواجه الدرر

قام ابن تيمية في نصر شرعتنا ... مقام سيد تيم إذ عصت مضر

فأظهر الدين إذ آثاره درست ... وأخمد الشرك إذ طارت له شرر

يا من تحدث عن علم الكتاب أصح ... هذا الإمام الذي قد كان ينتظر (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015