فإن لفظ "الرأس فيه حشو لا فائدة فيه؛ لأن الصداع لا يستعمل إلا في الرأس وليس بمفسد للمعنى، وقول زهير:
وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكني عن علم ما في غد عمي1
أن قوله قبله مستغنًى عنه غير مفسد، وقول أبي عدي2:
نحن الرءوس وما الرءوس إذا سمت ... في المجد للأقوام كالأذناب.
فإن قوله: "للأقوام" حشو لا فائدة فيه مع أنه غير مفسد.
"ملاحظة":
واعلم أنه قد تشتبه الحال على الناظر لعدم تحصيل معنى الكلام وحقيقته، فيعد من الزائد على أصل المراد ما ليس منه كما مثله بعض الناس بقول القائل3:
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح
وشدت على دهم المهاري رحالنا ... ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسألت بأعناق المطي الأباطح4