الذنوب والمعاصي، وأن ذلك ابتلاً أو اختباراً من الله -عز وجل- لعباده ليعلم سبحانه من يصبر ويحتسب ويرجع إلى ربه، ومن يقنط ويسخط من قضاء الله (?)، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (?)، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (?)،
قال ابن قدامة (?) -رحمه الله-: " فإن المعاصي سبب الجدب، والطاعة تكون سبباً للبركات" (?).
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآيات الكونية تحريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: «حديث عهد بربه» (?)، وأن المراد به ظهور متعلق الإرادة، وأن إرادة الله قديمة (?).
وأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله -عز وجل- فعال لما يريد، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (?)، وقال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (?).
فالله -عز وجل- متصف بصفة الإدارة ولم يزل متصف بتلك الصفة، وإرادة الله جل وعلا