فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب» (?).

فإضافة الآية إلى السبب على أنه فاعل بذاته أو أنه سبب ولم يجعله الله سبباً فهذا إخلال بتوحيد الربوبية (?).

فإذا اعتقد أن الكوكب يفعل بذاته فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أنه سبب فهو شرك أصغر.

وتكون الأسباب محرمة إذا استعمل ما حرمه الله لجلب منفعة أو دفع مضرة، فعن طارق بن سويد الجعفي -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخمر؟ فنهاه أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» (?).

والناس في الأسباب طرفان ووسط:

الأول: من ينكر الأسباب، وأنه ليس لها تأثير البتة وهذا فيه مكابرة للمعقول.

الثاني: من يغلو في إثبات الأسباب حتى يجعل ما ليس بسبب سببًا، بل جعل بعضهم الأسباب فاعلة بذاتها وهذا شرك بالله تعالى.

الثالث: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببًا شرعيًا أو كونيًا (?).

فإنكار الأسباب بالكلية قدح في الشرع والالتفات والاعتماد عليها بالكلية شرك أكبر والأخذ بها مع التوكل على الله هو دين الإسلام (?)، قال تعالى: {وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015