وقال ابن رجب (?) -رحمه الله-: " ونقل عن الإمام أحمد -رحمه الله- في رجل أكل فشبع وأكثر الصلاة والصيام، ورجل أقل الأكل فقلت نوافله، وكان أكثر فكرة أيهما أفضل؟ فذكر ما جاء في الفكر: تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قال: فرأيت هذا عنده أكثر -يعني الفكر- وهذا يدل على تفضيل قراءة التفكر على السرعة، وهو اختيار الشيخ تقي الدين، وهو المنصوص صريحا عن الصحابة والتابعين" (?).

ومع هذا كله فقد أخبر الله -عز وجل- عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آياته، ودلائل توحيده كما قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (?).

قال ابن جرير (?) -رحمه الله-: " يقول -جل وعز-: وكم من آية في السماوات والأرض لله، وعبرةٍ وحجةٍ، وذلك كالشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك من آيات السماوات، وكالجبال والبحار والنبات والأشجار وغير ذلك من آيات الأرض، {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا، يقول: يعاينونها فيمرُّون بها معرضين عنها لا يعتبرون بها، ولا يفكرون فيها وفيما دلت عليه من توحيد ربها، وأن الأولوهة لا تنبغي إلا للواحد القهار الذي خلقها وخلق كلَّ شيء فدبَّرها"} (?).

وقال تعالى في ذم الغافلين عن آيات الله: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015