ليس كل أحد يعتبر ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود (?).

ولأهمية التفكر في آيات الله الكونية نجد أن الله -تعالى- قد أقسم ببعضها تنبيها لأهميتها ونظامها وبديع صنعتها (?)، وهذا في آيات كثيرة.

والتفكر من العبادات القلبية الجليلة، وهو من أفضل أعمال القلب وأنفعها له (?)، كما أنه أصل الطاعات ومبدؤها (?). وهو سبيل المرء إلى العمل، وإدراك حقائق الأشياء، بل إن حياة المرء وسعادته تبع لأفكاره.

قال ابن سعدي -رحمه الله-: " وأعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا، فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس" (?).

فإعمال الفكر فيما ينفع ويقرب إلى الله من أهم المطالب الدينية. وقد مدح الله عباده الذين يذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، قائلين: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015