قال العجلوني (?): "عن الأوزاعي (?) أنه قال: ما من أمرٍ أمرَ الله به إلا عارض الشيطان فيه بخصلتين لا يبالي أيهما أصاب: الغلو أو التقصير. ولأبي يعلى (?) بسند جيد عن وهب بن منبه (?)، قال: إن لكل شيء طرفين ووسطاً، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان، فعليكم بالأوساط من الأشياء .. " (?).

حقيقة الوسطية في الشرع:

ويراد بالوسطية شرعاً: أن يكون المكلف غير واقع في التساهل ولا الغلو.

قال الراغب (?): التوسط: القصد المصون عن الإفراط والتفريط (?).

وفي الجملة فالاستعمال الشرعي للوسطية لا يخرج عن معناها اللغوي؛ إذ بينهما ارتباط وثيق.

والأخذ بالوسط معناه: الأخذ بما شرع الله من غير إفراط ولا تفريط، فورد تفسير الوسط في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} البقرة: 143، بالعدل الخيار؛ وهذا هو الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015