لفظ وإحداث مصطلح لا شك أنه سيترتب عليه أشياء كثيرة. ومن المعلوم أن هذه الأمور الغيبية -كالقدر- الاصطلاح عليها بألفاظ وأسماء لمسميات لم يأت عليها برهان أنه يجعل المرء يؤصل ويقعد بشيء لا أساس له، والعلم بالقرآن والسنة حجة على كل مخالف أحدث المصطلحات؛ لأن إحداث المصطلحات عقلي، واتباع الكتاب والسنة نقلي، ولهذا يغلب النقل العقل الحادث والمصطلح عليه في هذه المسائل (?).
4 - التسوية بين المشيئة والإرادة (?) وبين المحبة والرضا: منشأ الغلط في باب القدر (?) هو اعتقاد أن محبة الله - عز وجل - ورضاه، ومشيئته وإرادته متحدان أو متلازمان (?)،
وهذا أصل مشترك بين القدرية والمعتزلة والجبرية والجهمية والأشعرية (?)، واعتقادهم بالتسوية مبنيٌ على صفة المحبة لله - عز وجل - (?)، فأنكرتها القدرية، بينما غلت فيها الجبرية، ثم بنى كل فريق على ذلك منهجهم في الغلو أو الجفاء في الإيمان بالقضاء والقدر.