فنجد أن بدعة القول بأن: "الإيمان شيء واحد لا يتجزأ"، جَرَّت الأشاعرة والماتريدية إلى لازم قولهم بأن المؤمن الطائع كالفاسق، وأن الجميع يدخلون الجنة، فلا فرق بين نبي ولا غيره؛ لأن الإيمان عندهم درجة واحدة.
بينما زعم الخوارج والمعتزلة إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار، لا يخرج منها (?)، فظهر بذلك مخالفتهم للسلف في هذا الأصل العظيم والركن المهم (?).
غلب على أكثر الطوائف التقصير في التحقيق للنصوص النبوية، وذلك لسببين:
الأول: عدم اشتغال علمائها بهذا العلم كثيراً.
الثاني: ما وضعوه من القواعد الفاسدة في تقريرهم للدلائل النبوية، كقاعدة: أن خبر الآحاد لا يحتج به في العقائد، فضلوا بذلك في تصورهم الحقيقي لليوم الآخر (?).
وعليه فثمة امتياز لأهل السنة والجماعة في باب اليوم الآخر، لذلك كانوا وسطاً بين هذه البدع المتقابلة.