الشرع وأوامره الكثيرة بتعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله وتقديسه وتنزيهه، وهي كثيرة جداً (?)، بل غلا بعضهم فألّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما فعلت البريلوية.
أتت هذه الآية الكريمة للدلالة على أن المذهب الحق هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، فهم وسط في باب الإيمان بالرسل بين أهل التفريط من الجفاة الذين لم يعرفوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - قدره، ولم يعملوا بشرعه، وبين أهل الإفراط من الغلاة الذين شبهوا المخلوق بالخالق، فصرفوا له أنواع من العبادة، زاعمين أنهم بذلك معظمين لمقام النبوة.
وبذلك يكون أهل السنة والجماعة وسطا بينهم، فهم مقرون بنبوته - صلى الله عليه وسلم - معترفون ببشريته، لا يجاوزون حدود الشرع في تعظيمه (?)، ولا ينقصونه عن الحق الذي ارتضاه الله - عز وجل - لنبيه، فلا يعبد الله إلا بما شرع، مصدقين له - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر طائعين له فيما أمر، مجانبين ما نهى عنه وزجر.