وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} التوبة: 31.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " قد وقع فيه طوائف من المتعبدة والمتصوفة، حتى خالط كثيراً منهم من مذهب الحلول (?) والاتحاد (?)
ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه" (?).
- الغلو في التمسك بأقوالهم: التعصب للآراء وعدم الرجوع للحق ولو بعد بيانه، من أهم أسباب ظهور البدع المتقابلة، فهم يتعامون عن الحق تعامياً عجيباً، قال تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} الحج: 46. ومن شواهد ذلك غلو الخوارج والمعتزلة في آيات الوعيد، وغلو الجبرية في إثبات القدر.
والمتأمل لحال هؤلاء يجد أنهم يتميزون بالتفاني والتكلف في الدعوة إلى أهوائهم ونشرها وطلب الأتباع والمؤيدين، قال تعالى: {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)} يونس: 12، وقال: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} فاطر: 8.
والتعصب الأعمى، لابد أن يكون معه رد ما عند المخالف ولو كان حقاً، بل وطرح الأدلة القطعية وعدم الاعتداد بها -وهي أدلة الكتاب والسنة-