وهو الذي أوحى الله إليه بأن يعمل بشريعة من قبله، وأن يبلغها (?) إلى قوم موافقين له في التوحيد (?).
وأما الرسول لغة: فمشتق من (الإرسال) بمعنى البعث والتوجيه، يقال: أرسلت فلاناً في رسالة: أي: بعثته، فهو مرسل ورسول، قال تعالى عن ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} النمل: 35، ويجمع الرسول على أرْسُل، ورُسُل ورُسْل، ورُسَلاءَ، وسُمُّوا الرُّسُل بذلك؛ لأنهم مبعوثون وموجهون من قبل الله - عز وجل -، لتبليغ الخلق أمر الله ووحْيه (?)، كما أن الرَّسل تأتي بمعنى التتابع؛ أخذًا من قولهم: رَسَل اللبن إذا تتابع دَرُّه، فيكون الرسول هو من تتابَع عليه الوحي (?).
والرسول في الاصطلاح: هو من أوحى اللهُ إليه بشرع، وأمر بتبليغه إلى قوم مخالفين، سواءٌ دعاهم بشرع جديد أو بشرع مَن قبله (?).
وقد اختلف العلماء اختلافاً كبيراً في بيان الفرق بين النبي والرسول، وذلك بسبب اختلاف ضبطهم للتعريف الاصطلاحي، وبيان الفرق بينهما، والراجح أن بينهما عموم وخصوص مطلقاً، فالنبوة داخلة في الرسالة، والرسالة أعم من جهة نفسها وأخص من جهة