تدرك بالعين، فإن الله أخبر بأنها مثنى وثلاث ورباع، ولم ير لطائر ثلاثة أو أربعة أجنحة، فكيف بستمائة جناح، فدل على أنها صفات لا تضبط بالفكر، ولا ورد ببيانها خبر، فيجب الإيمان بها إجمالاً (?).

ولا يغرب عن البال، أن كل تصور عن عالم غيبي لا يمكن أن يكون صحيحاً إلا بدليل سمعي يدل عليه.

- ثالثاً: لوازم اعتقاداتهم الفاسدة في بقية أركان الإيمان:

نجد أن الجبرية الجهمية لما عطلوا الله - عز وجل - عن صفات الكمال ونعوت الجلال، - فقالوا: لا سمع له ولا بصر ولا قدرة ولا حياة ولا إرادة ولا كلام ولا أمر ولا تعرج الملائكة والروح إليه، ولا ينزل الأمر والوحي من عنده، وليس فوق العرش إلهٌ يُعبد ولا يُصلى له ويسجد-، فإذا كانوا يقولون بعدم الرب -سبحانه وتعالى- فيلزمهم القول بعدم وجود الملائكة، وهذا من الخلل الواضح في معتقدهم في الإيمان بالملائكة وإن لم يصرحوا بالنفي أو بالعدم صراحة، وهم يصرحون صراحة بعدم كلام الله -سبحانه وتعالى-، فيلزمهم بقولهم هذا عدم إرسال الملائكة، حيث إنهم لا يقومون بالوحي إلا بعد كلام الله -سبحانه وتعالى- لهم (?).

كما أن كل من قال بخلق القرآن فقد ضل في باب الإيمان بالملائكة؛ لأنه عطل جبريل - عليه السلام - عن أعظم أفعاله ألا وهو إنزال كلام الله - عز وجل -.

وكذلك القائلون بنفي صفة الرؤية والنزول لله - عز وجل - يؤدي ذلك إلى تعطيل حملة العرش عن أعمالهم، يقول الله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)} الحاقة: 17، فيتضح بذلك الخلل في هذا الركن بإنكار صفات الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015