لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو: يا لطف الله! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف، فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفة لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} النور: 55، وقوله {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر: 60، وغيرها من الآيات (?).

ثانياً: بيان أهمية توحيد الأسماء والصفات:

مدار الإيمان بالله - عز وجل -، على توحيد الأسماء والصفات؛ لأن الإيمان بالله لا يتحقَّق إلاَّ بالإيمان بأسمائه وصفاته (?)، الواردة في كتابه العزيز، والثَّابتة عن رسوله الأمين من غير تَحريف ولا تعْطيل ولا تكْييف ولا تَمثيل (?)، فالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - يتضمَّن الإيمان بكلّ ما أخبر به عن مرْسله، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمَّن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله - عز وجل -.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وما وصف الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - به ربَّه - عز وجل - من الأحاديث الصِّحاح التي تلقَّاها أهل المعرفة بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك، مثل قولِه - صلى الله عليه وسلم -: ((ينزل ربُّنا إلى السَّماء الدنيا كلَّ ليلة حين يبقى ثلُث الليل الآخر، فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له؟ )) (?)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لله أشدُّ فرحًا بتوبة عبدِه من أحدِكم براحلته)) (?)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يضْحك الله إلى رجُلين يقتُل أحدهُما الآخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015