حضيض الخرافة والوهم، فدلت الآية الشريفة على طلب الاستزادة من العلم المؤدي لمعرفة الله (?)، ومن ثم إخلاص العبادة له - عز وجل - على ما يرضيه. كما أن فيها رداً على المعتزلة والجهمية الذين عظموا علم البشر وجعلوه هو المهيمن والحاكم على الشرع، فقدموا العقل على النقل، فضلوا في توحيد الألوهية. فالعلم المطلوب هو ما وفَّق الله له، ودعى له أنبياء الله، وهو العلم الذي يصحح العبادة، ويقرب من الله، وأمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بسؤال الزيادة من العلم بقوله: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)} يقتضي أنه كان عالماً وأنه أمر بطلب المزيد من العلم (?)، والحق أن كل ما خالف الشرع فلا مصلحة فيه مطلقاً، وكل أصل لم يؤخذ من الشرع فهو فاسد الاعتبار.

4 - قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آل عمران: 19، في هذه الآية ردٌ على من حادَ عن الإسلام فأصبح مُفْرِطا غالياً في مسألة العبادة دون دليل؛ كما أن فيها رداً على من أصبح منهم مفَرِّطا مضيعاً لما أمره الله به من العبادة، من أصحاب الأديان والمذاهب والتيارات والفرق دون دليل، ولا مخالفة بين هذه الآية التي تثبت دين الحق الذي يريده الله - عز وجل - والذي عليه أهل الحق، وبين قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام: 88 - 90. ففي هذه الآية رد على جميع أصحاب البدع، بأنهم مخالفين لمنهج أهل الحق الذين لا يعبدون الله إلا بدليل من الكتاب أو السنة.

5 - قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} الأعراف: 180، في هذه الآية الرد على من صرف العبادة لغير الله من التوسل بذوات الأموات وغيرهم، فبين الله تعالى أن المشروع هو التوسل بأسمائه الحسنى، فقال: {فَادْعُوهُ بِهَا}؛ كما أن فيها رداً على من حادَ بها عن معناها الصحيح؛ لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015