1/ أنه موضوع دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم، ومن أجله خلقت الجنة والنار، وقام سوق الجهاد بين المؤمنين والكفار، قال الشيخ ابن سعدي (?) - رحمه الله - مبيناً أهمية هذا النوع: " وهذا الأصل أعظم الأصول على الإطلاق، وأكملها، وأفضلها، وأوجبها، وألزمها لصلاح الإنسانية، وهو الذي خلق الله الجنَّ والإنسَ لأجله، وخلق المخلوقات، وشرع الشرائعَ لقيامه، وبوجوده يكون الصلاح، وبفقده يكون الشر والفساد" (?).
2/ أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي تحقيق توحيد الألوهية، فالله - عز وجل - ما خلق الناس في هذه الدنيا إلا ليوحدوه ويفردوه بالعبادة سبحانه وتعالى، وهذا مذكور في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} الذاريات: 56.
3/ أن توحيد الألوهية هو حقيقة دعوة الرسل جميعاً، فالرسل -عليهم السلام- حين جاءوا لدعوة أقوامهم جاءوهم بالدعوة إلى توحيد الألوهية، بدليل قول تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} النحل: 36؛ لأن توحيد الألوهية هو أصل الإسلام (?). قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " وأعظم ما دعا الله الخلق إليه في كتابه ودعت الرسل هو التوحيد، وأعظم ما نهى عنه الشرك، وهو أصل دعوة الرسل وأساسها ورأسها وأكمل ما فيها، وبه بعث الله جميع الرسل، كما قد صح به القرآن في أكثره، فهو مملوء به" إلى أن قال: " فلا نعرف في دين الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من الأولين والآخرين ولا كتب رب العالمين أمراً أعظم من التوحيد" (?).