إن المتأمل للطوائف والفرق والملل التي أفرطت في حقيقة الربوبية (?)، يجد أنها على أقوال شتى متفرقة، إلا أنه يجمعها بعض الأصول (?) وإن كانوا يتفرقون كثيراً عند التفريعات، وهي:
الأصل الأول: بالنظر إلى ذات الرب - سبحانه وتعالى -: ويكون إما بإرادة تعظيم الله - عز وجل - بغير ما أخبر عن نفسه العلية أو أخبر عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو بالتأثر باعتقادات الديانات السابقة المنحرفة في الذات الإلهية، ويشمل هذا إثبات الوجود الذهني لله - عز وجل -، واعتقاد إله مماثل لله أو أكثر.
الأصل الثاني: بالنظر إلى المخلوقين: باعتقاد أن أحداً يسعه الوصول إلى الصفات الإلهية ومشاركة الرب.
ويرجع ضلالهم في هذا الباب إلى ما يلي:
1 - الكفر والبعد عن نور الشرع، كما حصل لفرعون والنمرود والشيوعية والمجوس والملاحدة بشكل عام.
2 - تأثر بعض المسلمين بالفلاسفة وآرائهم الكلامية (?)؛ وذلك بصرفهم لظواهر النصوص إما بتعطيلها وإما بتأويلها؛ لأنهم لا يرونها تفيد اليقين، وإنما الذي يفيد اليقين هو قواعد المنطق وعلم الكلام.