والواقع أن المنتسبين إلى الإسلام -عدا أهل الوسطية- على طرفي نقيض:

- فئة غالية تريد أن تجعل من كل ما ورد في نصوص الشريعة (?)

تشريعاً ملزماً لكل الناس في كل الأزمان وفي كل الأقطار، وفي كل الأحوال (?)، بفهمها الخاص؛ فسوت بين شرائع الإسلام، فأصبح منهم من يكفر بكل ذنب ولو كان دون الشرك.

- وفئة أخرى تقابل سابقتها، تريد أن تعزل الدين عن شئون الحياة العلمية كلها (?)، فالعادات والمعاملات وشئون الاقتصاد والإدارة والحرب ونحوها، يجب أن تترك للناس، ولا تدخل نصوص الشرع فيها آمرة، ولا ناهية، ولا موجبة ولا هادية؛ وحجتهم في ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنتم أعلم بأمر دنياكم)) (?)؛ وليس لهم فيه حجة (?).

إن هذه القضية تعتبر من أهم القضايا التي يقع فيها الخلط وسوء الفهم؛ فليست الشرائع على درجة واحدة، وكذلك المحظورات؛ فالشرائع من شعب الإيمان، والمحظورات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015