وسط بين المستغرقين في الحاضر الغائبين عن المستقبل؛ والمبالغين في التنبؤ بالمستقبل، كأنه كتاب يقرؤونه.

وسط بين المسرفين في التفاؤل، متجاهلين العوائق والمخاطر؛ وبين المسرفين في التشاؤم، فلا يرون إلا الظلام، ولا يرقبون للظلام فجراً.

ووسط بين الذين يهملون النصوص الثابتة، بدعوى مراعاة مقاصد الشريعة ... والذين يغفلون المقاصد الكلية، باسم مراعاة النصوص.

ووسط في الاعتقاد، فلا هم يجنحون للخرافيين كأساطير اليونان ولا هو يميل للمتطرفين المتشددين.

وكذلك فهم وسط في الروحانيات والماديات، فهم يرفضون أن يكون الإنسان كالأنعام همه المادة وملذات الدنيا الفانية (?)؛ كما يرفض الرهبنة والانعزال عن الحياة (?). فالوسطية والتوازن مطلب شرعي.

وهكذا أهل السنة دائماً، وسط بين الإفراط والتفريط (?)؛ لأنهم مستمسكون بكتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان (?).

المعلم الثامن: الثبات والاستمرار:

من أخص معالم ومميزات الوسطية الثبات، فجذورها راسخة رسوخ الحق في النفس البشرية وفي الوجود، فهي حق واحد موصول بالله تعالى، ثابت وطيد عميق الجذور (?)؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015