الأسس الكلية والمبادئ العامة، فالحسن ما حسنه الشرع، والقبيح ما قبحه، والحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه (?)،
والتكليف والإلزام من عند الله دون سواه (?).
لذا فالوسطية والاعتدال بريئان من الهوى، ويعتمدان على العلم الراسخ، والعلم إما أن يكون نصاً من كتاب أو سنة، أو استدلالاً صحيحاً فيما لم يرد فيه نص، ويكون من اجتهادات أهل العلم الراسخين في ذلك مع مراعاة الخلاف فيما لا قطع فيه، فاعتماد الوسطية على العلم الراسخ الصحيح مظهر من مظاهرها وسمة من سماتها (?)، وهذا هو ما عليه أهل السنة والجماعة.
فيما نجد أن هناك طوائف تتكرر في كل زمان، لا تقر بغير القرآن مصدراً، فيجرها ذلك إلى إنكار السنة أو بعضها (?)،
وعدم الانقياد لها، أو جهلها وإهمالها، فحين أهملوا سنته - صلى الله عليه وسلم - فقد عملوا بمتشابه القرآن، وعموماته ومطلقاته التي تحتاج إلى سنته - صلى الله عليه وسلم - لترفع تشابهها، أو تخصيص يخصص عمومها، أو قيد يقيد مطلقها، ولعلها الفئة التي أشار إليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بقوله: ((إنه سيأتي أناس يأخذونكم بشبهات القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله)) (?).
والمتأمل في كثير من مسائل الضلالة، يجدها تعود إلى هذا الباب (?).