دَالَّة على الْمَعْنى الَّذِي لَهُ أوقف عمر بن الْخطاب السوَاد، يحْكى هَذَا
القَوْل عَن سُفْيَان الثَّوْريّ.
حَدثنِي عَليّ عَن أَبى عُبَيْدٍ أَنه قَالَ: " بِهَذَا، كَانَ يَأْخُذ سُفْيَان بن سعيد وَهُوَ
مَعْرُوف من قَوْله إِلَّا أَنه كَانَ يَقُول: الْخِيَار فِي الأَرْض العنوة إِلَى
الإِمَام إِن شَاءَ جعلهَا غنيمَة فَخمس وَقسم، وَإِن شَاءَ جعلهَا فَيْئا عَاما
للْمُسلمين وَلم يُخَمّس وَلم يقسم، وَبِه قَالَ أَبُو عبيد، قَالَ: قَالَ: وَلَيْسَ
فعل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ براد لفعل عمر، وَلكنه اتبع آيَة من
كتاب الله فَعمل بهَا، وَاتبع عمر آيَة أُخْرَى فَعمل بهَا، قَالَ الله تبَارك
وَتَعَالَى: (واعلَمُوا أَنَّمَا غَنِمتُم مِنْ شَيءٍ فَإِنَّ لِلَّهِ خُمسُه) الْآيَة،
فَهَذِهِ آيَة الْغَنِيمَة وهي لأَهْلهَا دون النَّاس، وَبهَا عمل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ
الله: (ومَا آَفَاء اللَّهُ عَلى رَسُوِله مِنْ أَهلِ القُريَ) إِلَى قَوْله (والَّذيِن جَاءُوا
مِن بَعدِهِم) الْآيَة، فَهَذِهِ آيَة الْفَيْء وَبهَا عمل عمر، وَإِيَّاهَا تَأَول
حِين ذكر الْأَمْوَال وأصنافها، قَالَ: فاستوعبت هَذِه الْآيَة النَّاس،
وَإِلَى هَذِه الْآيَة ذهب عَليّ، ومعاذ حَيْثُ أشارا عَلَيْهِ بِمَا أشارا فِيمَا نرى "
وَالله أعلم.
6422 - حَدثنَا عَليّ عَن أبي عبيد قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بْنُ جَعْفَر عَن إِسْرَائِيل
عَن أَبى إِسْحَاق عَن حَارِثَة بْنِ مُضَرِّبٍ عَن عُمَرَ أَنه أَرَادَ أَن يَقْسِمَ السوَاد
بَين الْمُسلمين، فَأَرَادَ أَن يُحْصَوْا فَوجدَ الرَّجُلَ يُصِيبهُ ثَلَاثَة مِنَ الْفَلاحِينَ،