يا طالبا أبى العبّاس قرصته ... فى الأمن دونكها إن كنت يقظانا

أما ترى الرّقّة البيضاء شاغرة ... إلّا شراذم شذّاذا وخصيانا

ما ترتجى بعد هذا اليوم لا ظفرت ... كفّاك إن لم تنلها من سليمانا

لا عيب بالمرء إلّا أنّه رجل ... يحكى الخرائد تأنيثا وتليانا

يعنى سليمان بن أبى جعفر حدّثنا عون بن محمد قال حدثنا سعيد بن هريم، قال كان اسحاق ابن وهب بن سماعة المعيطى يهجو سليمان بن ابى جعفر وهويلى الرقة، وكان لاسحاق ضياع بها، فطلبه فاستتر ثم ظفر به فحبسه إلى ان مات فى الحبس، فهجاه بأشعار قبيحة، فمن شعره فيه وهو محبوس:

قل لسليمان على ما أرى ... من طول حبسى واقتراب الأجل

حبستنى من غير جرم سوى ... حكايتى عنك مقال الخطل

قولك ما أعرف من لذّة ... لم أشف فيها النّفس إلّا الحبل

حدّثنا يحيى بن عبد الله، قال حدثنى احمد بن يحيى بن جابر قال: هجا ابن سماعة المعيطى سليمان بن ابى جعفر وهو يلى الرقة للمأمون فحبسه، فكلمه فيه سعيد الجوهرى فخلى سبيله، ثم عاد لهجائه فاستأذن المأمون فى حبسه فأذن له، فحبسه وجلده وضربه إلى أن مات فى الحبس، فمن هجائه له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015