كانوا ملوك جرجان ثم رأس أولاده بعده في الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية وابن خلكان يوافقه على ذلك ولكنه يزيد ايضاحا فيقول «وكان صول وفيروز أخوين ملكا جرجان تركيان تمجسا وصارا أشباه الفرس فلما حضر يزيد بن المهلب بن أبى صفرة جرجان أمنهما فلم يزل صول معه وأسلم على يده حتى قتل معه يوم العقر» وهنا نلمح اضطرابا تاريخيا طفيفا فابن قتيبة يذكر فى المعارف أن الذي فتح جرجان انما هو المهلب بن أبى صفرة لا ابنه يزيد، وياقوت يذكر أن أول من أحدث بناء جرجان انما هو يزيد أى أنها لم تكن قد حدثت قبل ذلك الحين فكيف نتصور أنهم كانوا ملوكا فيها؟
ومهما يكن لهذا الخلف من أثر فالصولى أحد الفضلاء المشاهير العالمين بفنون الآداب، المحاضرين بأخبار الملوك وأيام الخلفاء ومآثر الأشراف وطبقات الشعراء نادم الراضى بالله وكان أولا يعلمه ونادم المكتفي بالله والمقتدر بالله، وكان مقربا من الخلفاء والأمراء مقبول القول عندهم وامتدحهم بجمل من الشعر رائعة وأرخ لهم كما أرخ لشعرائهم وكتابهم، وصنف لهم المؤلفات وكانوا يستظرفونه ويأنسون إلى حديثه. وهو يحدثنا أن المكتفى استصحبه فى سفرة سافرها للصيد وأنه كان يأكل بين يدي المكتفى بالله وينشده الاشعار، ولمهارته فى لعب الشطرنج يظن بعض مؤرخي الفنون والآداب أنه الواضع الأول لفن الشطرنج. وقد شاهد الراضى في بعض متنزهاته بأليونة بستانا مونقا وزهرا رائقا فقال لمن حضر: هل رأيتم أحسن من هذا؟ فكل قال أشياء ذهب فيها إلى مدحه، ووصف محاسنه وأنها لا يفي بها شيء من زهرات الدنيا، فقال الراضى بالله: «لعب الصولي بالشطرنج والله أحسن من هذا ومن كل ما تصفون»