أراد أن يكون له ولى عهد فأحضروا منصور بن المهدى وسموه المرتضى، وما أحب أن أتسمى باسم قد وقع لغيرى، ولم يتم له أمره، وقد اخترت الراضى بالله» فكنت أشكر الله على ما وفقه له ووهبه فيه فمضى اسمه على ذلك، وما زال الناس يبايعونه بقية يومهم.
ووجه من وقته فاستحضر أبا الحسن على بن عيسى، ومعه اخوه أبو على عبد الرحمن بن عيسى بالنظر فى الأمور، وأراده للوزارة فاحتج بكبر وضعف وأقرها «1» إلى أخيه بذلك، وأن يكون الاسم والخلعة له، ويتولى هو النظر فى أمر الملك وتدبير الناس وجباية الأموال على كره منه لذلك وتغلب، لما رأى من تعذر مال البيعة إلا أنه كتب بالبيعة إلى النواحى ونظر فى المهم الذى يوجبه الوقت. ومعه أخوه معرفا له ما يعمل، ومستأذنا له فيه. إلى أن وافت وقعه أبى على بن مقلة إلى سيما المناخلى، يتضمن له أنه يحتال فى وقته خمسائة ألف دينار يصرفها فى الرجال للبيعة، ويتضمن له إن أتم ذلك خمسائة ألف دينار لنفسه.
وكان المتولى لا يصال الرقعة إلى المناخلى كاتب له حدث، يعرف بعلى بن جعفر وضمن له ألفى دينار معجلة وأضعافها مؤجلة، فصار المناخلى بالرقعة بضمان الخمسمائة ألف دينار «2» إلى الراضى بالله، فلما وقف عليها أحضر على بن عيسى وأقرأه إياها فقال له: أمير المؤمنين