الباب التاسع فيما جاء عن العجم خاصة

أول من اتخذ النيروز عيدا

أجمعت الفرس ان جم الملك أول من اتخذ النيروز «1» عيدا، وجعل تعظيمه دينا، وهو الذى بنى مدينة طوس «2» وقال النسابون: فى زمانه بعث الله تعالى هودا الى عاد، وصالحا الى ثمود، وولد قحطان أبو اليمن، وكان الدين قد تغير قبله، فلما ملك جدده وأظهر العدل، فسمى اليوم الذى ملك فيه نوروز- أى اليوم الجديد- ثم عربته العرب فقالوا: نيروز الحق ببناء طيقور وزعمت الفرس ان ذلك اليوم كان معظما عند أهل المعرفة قبل جم، لأنه اليوم الذى خلق الله فيه الخلق، قالوا: ولذلك جعل الله فى وقته ابتداء الشور النامى، «3» وهيج تناسل الحيوان وجعل المهرجان «4» دليل القيامة، لتناهى جمهور النامى فيه وانقطاع النماء عنه، ووقوف معظم الحيوان عن التناسل.

وذكروا ان سبب رفعهم النار فى ليلته قصدا لتحليل العفونات والزلوجات التى أبقاها الشتاء فى الهواء، وأرادة التنويه بذكره وشهرة أمره، ورش الماء فيه انما هو بمنزلة النشرة، «5» وهو أيضا تطهير مما قد انضاف الى الابدان من دخان النيران فى ليلته، وسبب اهداء السكر فيه ان قصب السكر ظهر فى زمن جم، ولم يعرف قبله، فوقع لبعض الناس ذواقه بالاتفاق، فلما وجد حلاوته احتال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015