155 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقِفُونَ مَوْقِفًا، إِنَّ ذَلِكَ الْمَوْقِفَ مِقْدَارُ سَبْعِينَ عَامًا، لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ، فَتَبْكُونَ وَتَضِجُّونَ حَتَّى تَبْلُغَ الدُّمُوعُ الْأَذْقَانَ، أَوْ تُلْجِمَكُمْ، ثُمَّ تَنْقَطِعُ الدُّمُوعُ فَتَدْمَعُونَ دَمًا، قَالَ: فَتَقُولُونَ: مَنْ يَشْفَعُ لَنَا فَيُقْضَى بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلًا -[119]-، فَتَأْتُونَ آدَمَ فَتَطْلُبُونَ مِنْهُ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، وَعَلَيْكُمْ بِنُوحٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رُسُلِ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ نُوحًا، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا، فَتَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ بِمُوسَى، فَإِنَّهُ نَجِيُّ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ مُوسَى فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا وَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى، فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ، فَتَأْتُونَ عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمُ، وَلَا يَذْكُرُ ذَنْبًا، وَسَأَدُلُّكُمْ عَلَيْهِ، عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[120]-، فَتَأْتُونِي، فَتَطْلُبُونَ ذَلِكَ، وَلِي عِنْدَ رَبِّي ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ يَشْفَعُ وَلَا فَخْرَ، فَإِذَا جِئْتُمُونِي خَرَجْتُ حَتَّى أَنْتَهِيَ إِلَى الْفَحْصِ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْفَحْصُ؟ قَالَ: " أَمَامَ الْعَرْشِ، فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي عَلَى عَرْشِهِ خَرَرْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَأْذَنُ لِي مِنْ تَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيَّ مَلَكًا، فَيَأْخُذُ بِضَبْعِي، وَيَرْفَعُنِي فَيَقُولُ: مُحَمَّدُ، مَا شَأْنُكَ؟ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ -[121]-، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي عَلَى عَرْشِهِ خَرَرْتُ لَهُ سَاجِدًا، وَيَأْذَنُ اللَّهُ لِي مِنْ تَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذَنْ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي، فَيَبْعَثُ إِلَيَّ مَلَكًا فَيَأْخُذُ بِضَبْعِي وَيَرْفَعُنِي فَيَقُولُ: مُحَمَّدُ، مَا شَأْنُكَ؟ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَرْشِهِ خَرَرْتُ لَهُ سَاجِدًا، وَيَأْذَنُ اللَّهُ لِي مِنْ تَحْمِيدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي، وَيَبْعَثُ اللَّهُ لِي مَلَكًا، فَيَأْخُذُ بِضَبْعِي فَيَرْفَعُنِي فَيَقُولُ لِي: مُحَمَّدُ، مَا شَأْنُكَ؟ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، وَعَدْتَنِي الشَّفَاعَةَ فَاقْضِ بَيْنَ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَنَا آتِيكُمُ -[122]-، فَأَرْجِعُ فَأَقِفُ مَعَ النَّاسِ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ حِسًّا مِنَ السَّمَاءِ شَدِيدًا، فَيَنْزِلُ أَهْلُ سَمَاءِ الدُّنْيَا بِمِثْلِ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ لِنُورِهِمْ، وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، قُلْنَا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ بِمِثْلَيْ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ لِنُورِهِمْ، وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، قُلْنَا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ -[123]-، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ بِمِثْلَيْ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْإِنْسِ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ لِنُورِهِمْ، وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، قُلْنَا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّضْعِيفِ، حَتَّى نَزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةِ، كُلُّهُمْ زَجِلٌ مِنْ تَسْبِيحِهِمْ، يَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلَائِقَ وَلَا يَمُوتُ، سُبْحَانَهُ أَبَدَ الْأَبَدِ، فَيَنْزِلُ يَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ، أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَالْأَرَضَونَ وَالسَّمَاوَاتُ إِلَى حُجُزِهِمْ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، فَيَضَعُ اللَّهُ عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنْ أَرْضِهِ "