إلى إعلان رأيهم ذاك دونما أي نوع من أنواع الاضطرار أو القسر" (?) .
ينبغي ألا نبخس الاستشراق الفرنسي حقه جملة وتفصيلا فندعي أنه في أغلبه كان يسير في اتجاه عدواني صرف، فهناك مستشرقون فرنسيون ذوو نيات حسنة ولهم اطلاع كبير ومباشر على تراثنا وثقافتنا بالرغم من وقوعهم في أخطاء جسيمة أحيانا، لذلك فإنهم ليسوا جميعا على قدر واحد من التجني والافتئات فالذين ينصفون الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ويسيئون إليه أخرى عن سوء نية أو سوء فهم يمكن عدهم من المعتدلين إذ يمثلون الطرف الوسط بين المتعصبين والمنصفين.
لكن بالمقابل ينبغي لدارس السيرة النبوية ألا يغتر بعبارات الثناء والمدح التي يصدرها بعض المستشرقين في حق الرسول صلى الله عليه وسلم بل يجب النظر إلى مجمل دراساتهم وتحليلها ونقدها والحكم عليها، إذ قد أضحى معروفاً أن عبارات التمجيد والإشادة من طرف المستشرقين المعاصرين يقصد بها في أغلب الأحيان خلق جو من الثقة والاطمئنان إلى نزاهتهم، لذلك يمكن القول بأن من غلبت مواقفه الإيجابية على غيرها يعدُّ –إلى حد ما- معتدلا ومنصفا ولعل أبرز المستشرقين الفرنسيين المعتدلين الذين تميزت دراساتهم في السيرة النبوية عن غيرها:
- إميل درمنغهم في كتابه "حياة محمد" (?) وقد أشاد بالكتاب الذي