المدارس التعليمية، والباب الوحيد للدخول في ساحة الوظائف الشاغرة للمواطنين. وفي الوقت نفسه اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات لتجريد المدرسة العالية بكلكتة من طبيعتها الإسلامية، وهي المؤسسة الرئيسة للدراسات الإسلامية في البنغال وقتذاك، وتحويلها إلى كلية لتدريس اللغتين العربية والإنجليزية، وذلك باستثناء القرآن والسنة من المقررات الدراسية. ونتيجة لهذه التطورات برز في الستينيات من القرن جيل جديد من المسلمين يتقنون اللغة الإنجليزية.
ومن أبرز كتّاب هذا الجيل سيد أحمد خان من عليكره (صلى الله عليه وسلمligarh) في شمال الهند، وسيد أمير علي من كلكتة في البنغال، وكلاهما اهتم بالكتابة عن السيرة النبوية باللغة الإنجليزية. وكان الباعث وراءهما كتابات بعض المستشرقين عن السيرة وقتذاك، وبخاصة كتاب ويليم ميوير (W.Muir) والذي صدر في أربعة مجلدات في لندن بين 1858م و1861/ 1274و 1278هـ. وقد شوه فيه ميوير وجه الحقيقة عن السيرة، وبث كثيراً من الادعاءات والافتراءات. فعزم السيد أحمد خان الرد عليه، وكتب سلسلة من المقالات العلمية دحض فيها مزاعم ميوير بالأدلة النقلية والعقلية. صدرت هذه المقالات في لندن سنة 1870م/1278هـ، وأصبحت كلاسيكية منذ صدورها فجمعت فيما بعد في مجلد واحد بعنوان: مقالات في حياة محمد صلى الله عليه وسلم
"صلى الله عليه وسلمssays on the Life of Muhammad" وطبعت عدة مرات (?) .